الأحد , أكتوبر 13 2024

مروان عبود:” الاغنيات الهابطة النورية استعمرت لبنان وهذا ما قاله لي بليغ حمدي”

حوار/ ابتسام غنيم(القاهرة)

مروان عبود موسيقي وملحن عاش في اوروبا وعدد من الدول العربية من سنوات طويلة وتعاون مع عدد كبير من الفنانين ابرزهم الشحرورة صباح، كما قدم عدد من الالحان لعدة مطربين من تونس والمغرب وأوروبا، وعندما قرر العودة الى لبنان بدأت الأزمة فكان أن عاد الى فرنسا ومنها طار الى مصر ليستقر فيها ويقدم نتاجه الفني مع نجوم مصر.. معه بالقاهرة كان هذا اللقاء.

*حدثنا عن تواجدك في مصر حالياً؟

– أتيت الى #مصر وانا اتأمل كل الخير، لان مصر حاضنة المواهب الحقيقية وأُم الدنيا والفن، وببالي أن أُركز نشاطي الفني لا سيما التلحين، كما أني بصدد انشأ مطعم على الغرار الذي انشأته ببيروت قبل الأزمة، لاني كنت مُسبقاً سواء في تونس أو فرنسا، اينما كنت اتواجد، أُقيم #صالون عبود، اذ أُني أكون الوان_مان_شو حيث يقصدني السمعية ويكون المكان كمقر ثقافي وفني،(ويتابع) الفن حياتي الذي تربيت عليه وعشت لأجله.

*عينك على من من نجوم الغناء لتلحن لهم؟

-أتمنى التعاون #شيرين عبد الوهاب التي قالت في احدى الحوارات انها تريد الحاناً قيمة، وايضاً أصالة وأنغام وهاني شاكر،أطمح للتعامل مع هؤلاء الذين يقدمون فناً راقياً الذي هو ثقافة الشعوب أولاً واخيراً.. انا تعلمت على هذا الاساس ولا زلت أسير على نفس المنوال.

*لكن الذوق تغير اليوم؟

-صحيح وبجعبتي الحان شعبية وسريعة لكنها لا تخلو من الاصالة، لاني بطبعي أتفاعل  مع كل شرائح المجتمع،(ويضيف) أعلم تماماً ان الناس تتجه للاغنيات الخفيفة لكن يوجد جيل بالكامل لا يمكن أن نتجاهله وهو جيل سن الخمسيات والستينات الذين لا يزالون يسموعون الاغاني الطربية لعبد الوهاب وام كلثوم ووديع الصافي، هؤلاء لا يمكن الا أن اغني لهم في صالوني، البعض يقول لي انت “دقة قديمة” لكني لا اهتم، وهذه الشريحة التي تحب #الغناء الطربي انا أعشقها وأغني لها من قلبي.

*لكنك وان_مان_شو يعني مع الشمولية؟

-بحكم عملي أُقدم حفلة مثلاً، او أُحي عُرساً، قبل أن أغني القي نظرة ثاقبة على الحضور لأعرف مستواهم كي أُقدم لهم الاعمال التي من وزنهم، اذ ليس من المستحيل أن أغني في حفل شبابي ” يا فؤادي اين الهوى”،  وليس من الطبيعي ان يكون بالحفل صفوة من #المثقفين واغني لهم ” حبيبي بحب التش”، أقدم الاعمال المناسبة بالمكان المناسب وللاشخاص المناسبين.

*مُتمسك بلبنانيتك رغم صولاتك وجولاتك بعدد من الدول الاوروبية والعربية؟

-اكيد، تركت لبنان في #الحرب الاهلية قبل سنوات، وصدقيني لولا الحرب لما تركته، وسافرت الى أوروبا التي أحمل جنسيتها، والرب أكرمني لكن كلما تقدم بنا السن يشدنا الحنين الى الوطن، وبالفعل قبل سنوات قليلة عدت الى لبنان وافتتحت مطعم بأسم ” ليالي عبود”، وقامت الثورة ” وحرق الدواليب وحرقولي المحل ” واغلقته، لم أستقر ولم أشعر بالامان، فعدت الى باريس رغماً عني، ومنها اتيت الى مصر لاحاول أن أعزز مكانتي هنا.

*يعني ستحاول ان تنفذ نصيحة الملحن #بليغ حمدي بعد كل هذه السنوات؟

-صحيح، قال لي يوماً رحمه الله، الغرب مقبرة الفنان العربي، وعندما سمع الحاني قال لي” انت لي قاعد هنا مكانك مصر”، فقلت له:” اتمنى أن اكون نقطة ببحرك يا استاذ”،” فرد على الفور وقال لي:” عيب عليك انت تستاهل كل الخير”، وحضنني وكنا دائماً سوياً في باريس وكان يتوق للعودة الى مصر لكن الظروف عاندته جداً وكان يشعر بالقهر، وكان مظلوماً، هذا الفنان العبقري بدلاًمن ان يُقهر كان يجب ان يُصنع له تمثالاً، الاستاذ بليغ كان يعيش حالة من الكآبة بفرنسا وكان يحب لبنان جداً لا سيما الشحرورة صباح والعملاق وديع الصافي، استاذ بليغ ليس مدرسة فنية بل جامعة.. (ويضيف) يوجد كوكبة مثل بليغ والموجي والقصبجي والسنباطي وعبد الوهاب هؤلاء ظهروا بفترة زمنية تماماً مثل الفترة التي ظهر فيها بأوروبا باخ وموزار، هؤلاء الاشخاص لن يتكرروا.. (ويضيف) وانا فخور جداً اني عملت مع الاستاذ بليغ في التسجيلات بالاستديو حين كانت #الاعمال ترسل له من مصر.

*تعاونت ايضاً مع #محمد رشدي؟

-لي ذكرايات رائعة معه، اذ عملت واياه في تونس ايضاً، وكانت له مواقفاً لن انساها ابداً، ولمست مدى كرم هذا الشخص وحسن ضيافته وتواضعه، آخر مرة التقيته فيها أسمعته لحناً لي فسمعه بشغف واثنى عليّ.. رحمه الله.

*ماذا عن تعاونك مع #الشحرورة صباح التي كنت قائد فرقتها؟

-تعاونت مع ألاسطورة في باريس وفي لندن وبلجيكا وأوروبا، وكانت تعتمد على أشخاص يحفظون عملها مثل الاستاذ خالد فؤاد رحمه الله وايلي اشقر من لبنان المسؤل عن الامور الفنية في باريس وبعزف على آلة القانون، وكان التعاون مع الشحرورة رائعاً، وذكرياتي معها لا تُنسى مرة لم تفاصل بالاجر، والنقطة التي توزع كانت تقول ” أعطوها للشباب الموسيقيين”.. هذه هي #الصبوحة الكريمة المشرقة.

*#خالد فؤاد عاد الى مصر؟

-صح، يومها بعد حفلات الصبوحة قال لي أوصلني الى المطار أريد أن أعود الى مصر ، فسألته عن السبب فقال انه عاش بالغربة 25 سنة ويريد أن يعود الى مصر ليعزز اسمه في وطنه وبالفعل هذا ما حصل، وشاهدته في #التلفزيون بعض فترة وعلمت أن اسمه لمع بأم الدنيا كما كان يتمنى.

 

 

*لماذا لم تلحن لاي من نجوم الغناء بلبنان؟

-الشللية تلعب دورها بلبنان، اتصلت بعدد من #المطربين و#المطربات ومدراء أعمالهم كان يستبعدونني، للاسف هذه قلة قيمة للفنان الذي يعتمد أسلوب الاتكال على مدير الاعمال، واتسأل لماذا نجوم الغناء بلبنان يعملون بشكل عصابات، عبد الحليم وشادية ووردة وغيرهم تعاونو مع كل الملحنين ولم يعتمدوا هذا الاسلوب، وحتى الصبوحة تعاونت مع الكثيرين، للاسف لم أستطع أن أخترق تلك العصابات ولا أريد أن أدخل بمهاترات انا بغنى عنها.. لكن بالمقابل تعاونت مع عدد كبير من المغمورين في لبنان، ومن تونس والمغرب وأوروبا.. علماً أن بحوزتي أعمالاً من لون #نجوى كرم و#هيفاء وهبي واليسا ونانسي.. لكن اليوم أصب جام إهتمامي بمصر التي تضم كل الشرائح والتي أستطيع أن أُقدم نتاجي الفني المتنوع..(ويعلق) للاسف لبنان صار مُستعمراً بالموسيقى من الدول التي حصل بها حروب، وأغلب أماكن السهر فيها اناساً يغنون اغنيات “نورية” و#هابطة، لا لون لها ولا مغزى، انا مع اغاني الفلكلورو الآتي من كل الدول العربية، لكن هذا الفن الذي فيه صريخ وهوجه هو بحد ذاته استعمار لالغاء الغناء القيم.

شاهد أيضاً

الاعلامية شانتال سرور:” لا استرخص بنفسي، وتهمني العبرة والخلاصة بالحوار،واعيش التحديات على كافة المستويات”

حوار/ ابتسام غنيم هي من الشخصيات الغنية التي تكتشف فيها الجديد كلّ مرّة تقابلها. سيّدة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *