الجمعة , مارس 29 2024

البطل مجدي بشارة:” أسرت نسيم عازار اشكينازي فأنهالت علينا اسرائيل بالمدفعية”

الحلقة الثانية/ حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)

*لهذه الدرجة كان موقع #الجزيرة الخضراء مهماً؟

– كان قريبا جدا للقوات الاسرائيليه المتمركزه في الساحل الشرقي لخليج السويس ، والموقع به مدافعا ثقيله مضاده للطائرات عيار 85 ملي تعمل بالرادار وكانت تعتبر وقتها من المدافع الحديثه للدفاع الجوي وكان قائد هذا الموقع  الملازم أول محمد عبد الحميد ويليه ملازم اول محمد سعيد قائد فصيله المدافع الملازم مصطفى ابو سدير قائد فصيله الاجهزه وبعده الملازم ايميل جرجس مسؤول عن الاشاره واتصالات اللاسلكي،.وكان الموقع قريبا من القوات الاسرائيليه وكانت تظهر لنا تحركاتهم وتنقلات الذخائر وعربات القاده التي كانت مميزه لنا ومعروفه وكان دائما يتم ضربهم من الجزيره ونسبب لهم اصابات وازعاج دائم، ويعتبر موقعنا هذا متقدما جدا من الغرب للاسرائيليين فكانعندما تقوم #قوات اسرائيليه بالطيران و تهاجم قواتنا من الغرب كان الموقع يكتشفها ويعطي انذارا مبكرا  وفي الدفاع الجوي الثانيه في الانذار المبكر لها عاملا كبيرا، وكان الموقع يعطي انذار مبكرا بحوالي 20 او 30 ثانيه وهذا  يعطي فرصه لقوات الدفاع الجوي في الغرب لتستعد لصد هذه الهجمات على #مسافات بعيده ولا تستطيع ان تصل لقواتها وتضربها او تحدث بها اية خسائر وهذا كان يسبب للعدو ازعاجا شديدا جدا ويجعلهم  ينجزون خططا لكنها كانت تفشل ولهذا قررو انهم يزيحوا هذا الموقع تماما وياخذوه منا، وكما قلت لك كانت رتبتي نقيبا وكنت رسميا رئيس عمليات الفوج 63 مدفعيه يعني رقم اتنين بعد القائد المقدم يوسف السيد حمدي ولكنه كان مريضاً بعد ان اجري عمليه جراحيه وفي اجازه ،وكان متغيبا عن الفوج في تلك الفتره فتوليت قياده الفوج بحكم الاقدميه وكان تحت قيادتي خمس سريات وكانت قريبة من الضفة الشرقية اي عيون موسى وتشرف على الطريق الشرقي الساحلي الذي تستخدمه اسرائيل في تحركاتها ومهمتي كانت حماية سماء السويس، مسؤليتي كانت جسيمة رغم ان عمري كان 26 سنة، ويوميا كنت اشتبك مع #العدو طيلة ثلاث سنوات..

 

وفي يوم 12 اسقطنا طائرة اسمها “سوبر بابيبر كاب” كانت صغيرة وكانت وظيفتها مراقبة وتصحيح النيران الاسرائيلية وكان الطيار يلجأ للحيلة، وهنا قررت اصطياده فوضعت له خطة جهنية لاوقع به، وكان هو يشاهد النار التي تطلق فيهبط كي لا يصاب فقررت بأن اقوم بخطأ مفتعل لأصيبه ومن اول قذفة وقعت الطائرة وكانت فرحة عارمة لان تلك الطائرة تلك كانت لا تكف عن مراقبتنا، بعدها بأقل من شهر يوم 13 / 7/  اسقطنا #طائرة اسمها “سبايبك” ورمى الطيار الاسرائيلي نفسه بالبراشوت وسقط فوق مركز القيادة بعيداً عني بحوالي 200 متر، طبعاً بالحكمة التي منحني اياها الرب وطلبت من الجميع ان لا يقترب منه، وذهبت اليه وكان بيننا 50 متر وصرنا قبالة بعضنا، واشهر مسدسه بوجهي ففعلت مثله، ثم قررت ان اتحايل عليه فسألته اذا كان يتحدث العربية فلم يرد وكررت سؤالي عدة مرات واذ به يقول لي”ايوه بتكلم عربي” وصدقيني صوته حتى اليوم لا يزال في ذاكرتي، فقلت له ارمي مسدسك وانا سأفعل كذلك، وكلما كنت اتحدث عليه كنت اقترب منه بهدؤ، فصار ينفذ كلامي وعلى الفور مسكته وقلت له “لا تخاف الحرب بالنسبة لك انتهت تعال معي ولن يؤذيك احدا”، واخذته الى مركز القيادة فغسل وجهه وشرب الشاي وتحدثت الى مركز المخابرات وقلت لهم اني اسرت #طيارا صهيونيا اسمه النقيب نسيم عازر اشكينازي، واتى مندوب مكتب السويس واخذه(وهو كتب ذلك في كتاب اصدره لاحقاً) وقامت الدنيا في اسرائيل جراء اسري للطيارة والطيار وقرروا الانتقام وانهالوا علينا طوال #الليل بالمدفعية.

(ويتابع) بعد اسقاط طائرة اخرى اثار الامر قلق اسرائيل، فقرروا ان يستولوا بأي شكل على الجزيرة الخضراء،وهم في حال استولوا عليها يكونون قد اقتربو حوالي 7 كيلو من قواتنا من عيون موسى وسيضربونها من على مسافة 5 كيلو، وفيما بعد علمنا انهم كانوا يضعون الخطط عن طريق المخابرات وتقارير الاستطلاع والعمليات، فوجدوا ان المعركة ستكون صعبة لان الجزيرة عبارة عن صخرة وسط #الماء ليس بها شاطئا متدرجاً ولا رمل وكل جوانبها رأسية وملساء، باستثناء جانبا واحداً صخورة مكسرة وحادة ومن الصعب تسلقة الا بأستخدام معدات قوية، فكان ان لجأوا الى اميركا اذ بعثت كتيبة من اسرائيل للتدريب مع قوات المارينزوصمموا  موقعا مماثلا للجزيره كي يتدربوا عليه، وعندما ينفذون العمليه تكون بالنسبه لهم سهلة الاختراق، والكتيبه التي سافرت للتدريب كان عددها من 350 الى 400 وشمل التدريب على التنفيذ مع سريه ضفادع بشريه قوامها 90 فردا، وقرروا محاصره الجزيره بزوارق طوربيد وجهزوا مدافعا هاون وصواريخا ومدافعا تضرب قنابلا فسفوريه وقنابلا حارقه، ما يعني انهم كانوا يملكون معدات بحريه تدمر بلدا وليس موقعا صغيرا مثل الجزيرة الخضراء،(ويتابع) عام 1967 كانت سنة النكسة، سنة 1968 اسمها الزعيم عبد الناصر سنة الصمود، عام 1969 اسماها سنة الردع اذ صار لدينا قوة ردع، اما سنة 1970 فأسماها سنة التحرير اذ كان يخطط ليحارب ويسترد سيناء لكن القدر لم يمهله وتوفي، وبصراحة اشك انه كان سيحارب عام 1970 لان قواتنا لم تكن قد اكتملت بعد، المهم انه في عام الردع اي 1968 كان الزعيم الراحل يقول ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وسنحارب ونحارب، والاغنيات الوطنية كانت تحث على المعارك، وحددت اسرائيل اليوم للاستيلاءعلى الجزيرة وهو 20/ يوليو، وجمال عبد الناصر كان معتاداً ان يلقي خطاباً كل عام في 23/ يوليو لمناسبة ثورة 1952 والامة العربية كلها تستمع له، وهنا قررت #اسرائيل كسره والهجوم على الجزيرة لاخذها ليبينوا للعالم انهم انتصروا على عبد الناصر واضاعوا معنويات الجيش المصري، وحددوا ليلة 19/ يوليو، وكان ليلتها اول انسان سيلمس ارض القمر وهو الفضائي الاميركي نيل ارميسترونغ وكان تخطيطهم انه لحظه نزول هذا الرائد ووضع رجله على القمر تكون هي ساعه الصفر للهجوم حيث ان انظار العالم كلها ستكون مركزة عليه، ما يعني ان توقيت الهجوم اوساعه الصفر التى حددوها كان مختارا بعنايه”.

(ويضيف):” الساعه 11 قرب منتصف الليل حدثني قائد الموقع محمد عبد الحميد ، وقال انه يشعر انه يوجد هجوما حادا سيتم على الجزيره ، وانه يلمح تحركات غريبه ويرصد اجساما تطفو وتغطس حول الجزيره ،وأجساما تعوم ضد التيار ولذلك طلب مني الاذن بفتح اي هدف يقترب من الموقع،  فقلت له:” لا امسك النار وخلينا نحسسهم اننا في غفله وان الموقع سهل اختراقه بحيث اول ما يبدأو #الهجوم تكون المفاجاه اننا عارفين ونفتح النار عليهم” فوافق، وهنا انوه ان اسرائيل قامت بخطأ جسيم وغبي كان لصالحنا قبل المعركة بيوم وليلة، حيث رصدنا طائرتان استطلاع للعدو فوق الجزيره بأرتفاع منخفض لا يزيد عن 30 متر ” اخدو لفه اي كلام ورجعو تاني فوق الجزيره” واتجهو شرقا واختفوا، ثم تكرر نفس الموقف بعدها بساعتين بنفس السيناريو وفي اليوم التالي تكرر نفس الموضوع بنفس السيناريو، ومن هنا بداء يحدث تحليلا لخطوط سير هذه الطائرات من المخابرات الحربيه، فتوصلنا ان هذا مقصودا به تصوير الجزيره بشكل دقيق عن قرب، ومعنى ان هذا يحدث عده مرات خلال يومين فقط، يدل عن عمل عدائي سيحدث قريبا على هذا الموقع، وبغبائهم يوم 18 التقطنا لهم اشارات لاسلكيه يتعمدون ان يبلغوها على تردد نعرفه ونستطيع فك شفرته، اذ قالوا انهم سيقومون بهجوم على موقع مصري يوم 23 على اساس اننا ننخدع، ويظل تركيزنا على انه سيحدث الهجوم بعد خمسه ايام فتكون المفاجاه ان الهجوم يحدث في اليوم التالي والذي اكد لنا انه سيحدث هجوم يوم 19 اننا رصدنا حوالى 10 او 11  طائرات هليكوبتر الساعه  الثالثة عصراً، تهبط في منطقه عيون موسى وبعد ساعه طاروا واختفوا  ثم بعد ساعه جاء نفس العدد من الطائرات ونزلو ايضا في #عيون موسى وظلو ساعه على هذا الوضع طائرات تاتي ثم بعد ساعه تغيب ويقدر عددهم بحوالي 50طائره هليكوبتر ،وهنا تأكدنا انها تدقيقا عمليا لاستيلاء الجزيرة ونقطة خفر السواحل، وجلسنا كي نحلل ما يحدث فاستقرت المخابرات الحربيه وقياده #الجيش الثالث الميداني  انه اصبح اكيدا حدوث هجوم الليله على الجزيره الخضراء  ليله 19 يوليو!!”.

(يتبع)

شاهد أيضاً

” غ زة رح تنتصر” صور حية وكومة غضب تتعرض ” للبلوك”

كتبت/ ابتسام غنيم منذ إحتلال فلسطين 1948 الغابر خطط الصه/اينة لكل شئ و بدأو بالتخطيط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *