متابعة/ حسن الخواجة
ستقبل سكان منطقة الشهيد أحمد حمدي في الهرم بالجيزة، واحدة من أفزع الجرائم «ليلة العيد»، التي لم تكن عادية، بحسب أحدهم «عمرنا ما توقعنا تكون نهاية بني آدمين بالطريقة دي»، إذ اُكتشفت جثتا سائق «أوبر» وفتاة في حالة تعفن داخل سيارة ملاكي بجراج أسفل أحد العقارات المأهول بالسكان «كانا دون ملابس وبجوارهما مخدرات»، بحسرةٍ يروي الأهالي بداية اكتشافهم للواقعة.. عم عاطف، مالك العقار الكائن به الـكراج، والذي يؤجره لسائق «أوبر»، الشاب العشريني، وشهرته أحمد مايكل، كان استغاثة النّاس «شوف في كلب ميت تحت بيتك” بمنتهى الاستخفاف، ازاي حسدخل الحيوان الكراج على طول ويموت وتبوابه مقفولة؟”.فتح الأهالي أبواب محال كانت مغلقة، ولم يعثروا على مصدر الرائحة الكريهة، وانقلبت الأمور رأسًا على عقب، حين زار والد السائق بيت «عم عاطف»، قائلاً له: «ما شوفتش ابنى؟! بقاله ييجي 3 أيام خارج البيت، قلبي مش مستريح»، قبل أن يُضيف «كمان عملت محضر بقسم الشرطة، والمباحث لم تتوصل إلى شيء عن سبب غيابه».
رعب بالمنطقة
مالك العقار والجراج، قال للأب: «ما تيجي نروح نشوف الكراج يمكن رجع ولا حاجة»، كأن الفكرة لم تطرأ على ذهن الأب، يقول عاطف: «رفعنا المحل بعتلة حديدية، واكتشفنا الكارثة»، يلتقط أنفاسه ويروي: «وقعنا على الأرض من رائحة العفن، وكانت المفاجأة أن العربية موجودة ولمحنا أحمد، يبقى ابني مات، هو مات جثته تعفنت، لأنه كان غايب عن البيت 4 أيام”.. رددها والد السائق، والنّاس تلتف من حوله يهدئون من روعه ولا يستطيعون «الرعب انتشر في المنطقة، وقلبنا وقع في رجلينا”، وفقًا لـ«عم عاطف».
بودرة ومخدرات
كان يظن مالك العقار أن «هناك شبهة جنائية، وجثة أحمد، وهروح في سين وجيم»، حتى اتصل والد السائق بالشرطة “تعالوا لقيت ابني كان في عربيته وفي رائحة وحشة قوي”.. تحولت المنطقة في غضون ثوانٍ إلى ثكنة عسكرية، فريق من الأمن العام والمباحث الجنائية وصل لمباشرة التحقيقات.. كانت المفاجأة المدّوية لمالك العقار: «لقينا جثة أحمد وجنب منه واحدة ست ولا بنت، ورائحتهما متعفنة جدًا، وبجوارهما بودرة مخدرات».
جثتان وعلاقة عاطفية
حملت الإسعاف الجثتين، بعد وصول فريق من النيابة العامة إلى مشرحة زينهم، لتشريحهما للوقوف على أسباب الوفاة، وعقب التأكد من عدم وجود شبهة جنائية صرحت النيابة بالدفن.. شيعت جنازة الشاب والفتاة وسط حالة من الحزن الشديد، وتبينّ من التحقيقات أن علاقة عاطفية تربطهما، ورفضت أسرتها زواجها من السائق، فهربت معه، فاصطحبها إلى الكراج، حيث لقيا مصرعهما خنقًا.
الرحلة الأخيرة
مصادر قضائية- رفضت ذكر اسمها- أفادت بأن تقريرًا أوليًّا لمصلحة الطب الشرعي جاء فيه أن الشاب والفتاة توفيا إثر استنشاق كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي تواجد بكثافة داخل السيارة، والتي كانت أبوابها مغلقة، وساعد على انتشار الغاز تعاطي السائق والفتاة للمواد المخدرة وحرارة الجو المرتفعة.. الواقعة تركت أصداءً حزينة بالمنطقة، وأهل السائق الشاب كانوا يفرشون سرادق للعزاء صغيرًا أمام منزلهم الذي يقرب نحو 100 متر بالضبط من «الجراج».. صديق للشاب الشهير بـ«أحمد مايكل» يكشف عن أن «الأخير» يوم اختفائه أخبر والده بأنه «سيذهب لرحلة عمل في المعادي، ولم يعد حتى تم العثور على جثته بجوار الفتاة».
blob:https://www.facebook.com/cf9ef75b-56f5-4532-ae03-a2522cc6d4b1