الثلاثاء , أبريل 16 2024

هاني شنودة:” كباريه لبنان السياسي كله حرية وهكذا لحنت لعدوية وصوت فيروز ليس مستعاراً!!”

حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)

الدكتور الموسيقار هاني شنودة اشهر من نار على علم، فهو صاحب بصمة فنية راسخة ومتفردة، معه في القاهرة كان هذا اللقاء الشامل الذي اجريته قبل عامين واليوم أُغيد نشره في خانة الارشيف لانه من الحوارات القيمة التي أعتز بها خصوصاً انه في بداية الحوار تناول الحديث عن الحرية والابداع فقال:

-الحرية هي منبع الابداع وهي التي تبني الدول، يوجد دولا ليست حرة ومن هنا سقف الابداع يكون عندها محدوداً، من وجه نظري ان الحرية عندنا بالدول العربية محدودة بين الانسان ونفسه وعائلته، لذا نحن من نُكبل انفسنا خارج اطار العائلة والمجتمع، ولا تنسي ان غليلو قال” لا احد يُضحي بنفسه في سبيل قاعدة علمية”، لذا نحن بالعالم العربي مقسومون لاكثر من شخصية، وهذا سيستم يتفكك عشان الانترنت الذي صار سلاح الضعفاء.

*الانترنت سلاح ذو حدين؟

-لا بل سلاح ذو حد واحد، ونحن نحاول ان نلويه، لكن فيما خص الموسيقى هو أوقف حالها، مثلاً في صفحة عمرو دياب يوجد كل اغانيه ويستطيع اي كان ان يسحب الاغنية مقابل دولار ونصف الدولار، والعيب ليس في عمرو دياب ولا في تطور الانترنت.

*اعلم انك من عشاق لبنان؟

-حتى النخاع، كل الدول العربية عانت من القهر الانساني، الا لبنان رغم كل الازمات التي عصفت به، لازال يتمتع بالحرية وسبقوا الجميع بالاتصال بالعالم، كنت امشي في لبنان اشعر بالامان وبالفرح ويحبون السياسة بشكل غير طبيعي رغم تعدد الطوائف والمذاهب، بينما دول كثيرة لم يكن اي من عامة الشعب يستطيع ان يقول رأية بالسياسي او اي سياسي.

*كانت تلفتك الاسقاطات السياسية التي في الاعمال الفنية؟

– جداً، الكبارية السياسي في لبنان كله حرية، والمسرح يناقش كل شيء بحرية ، وارى ان زياد الرحباني هو اعظم موسيقي بالشرق الاوسط، اذكر ان اشهر اغنية لبنانية كانت في مصر قبل سنوات هي ” اعطني الناي وغني” للسيدة فيروز، كلمات جبران خليل جبران والحان نجيب حنكش وكلنا في مصر كلنا نعرف هذه المعلومة، وعلى فكرة يوجد مبدعون كثر في لبنان مثل زكي ناصيف وفيلمون وهبي وروميو لحود، انا مع الملحنيين الابداعيين وانا كنت منهم وبالتالي اغار على بلدي واريد ان اطور بفني، وكنت اول من ادخلت الهرموني بمصروبالتالي تحرير الوتريات واعتبر الموسيقى لغة ومن يحب ان يسمع الالات الاحادية يكون شخصاً ديكتاتورياً ومن يسمع الالات التعددية يكون ديمقراطيا، وبفرقة المصريين التي اسستها غيرت الموسيقى بمصر ونلت بعدها الدكتوراه الفخرية من كامبردج في انكلترا، ونلت جائزة الدولة من مصر،وكل التغيير الذي حدث في الموسيقى يعود الفضل لفرقة المصريين التي سبباً فيها، الفن زاويته واسعة لغاية 180 درجة وتتضمن رسائل وتحتوي على الدراما والفرح والشعبي والطرب وغيره ولكل وقت له موسيقى معينة، وبالنسبة لي انا جبراني التفكير تماماً قرأت كل كتب جبران خليل جبران واحفظها عن ظهر قلب، وارى مهما قدمت اعماله بالفن فهو اعلى من كل ذلك، واسألك لماذا لم يلحن اعماله حينها؟ لسبب انه اديباً فيلسوفاً وعمقه الشديد هو ان لا يتجراء اي كان ان يحول مؤلفاته لاعمال فنية.

*لحنت ترانيم؟

طبعاً، ومع ذلك لي موقفا فكريا وهو ان اللغة العربية اضاعت الناس، واسألك الاذان حجاز وبالامكان كتابته نوته، وموريس جار هو من وضع موسيفى فيلم ” الرسالة” الرائع، والاذان منتج بشري وبلال أذن لجمال صوته، ومن يؤذن يجب ان يكون عالماً بالنوت الموسيقية وهي حقيقة لا يجب ان نتهرب منها.

*في الكونسرفتوار بلبنان الشيخ احمد كنعان ومن يغني بالكنائس ويتقن السرياني والبيزنطي يعلمون تلاذه الموسيقى مخارج الحروف ليتقنون الغناء.. (يرد مقاطعاً)

-انتم تفكرون بشكل سليم الموسيقى لا علاقة لها بالاختلاف الديني والمذهبي، ومن يسمع للاسف اغاني المهرجانات لن يفكر بالتعليم السليم ومن يسمع ام كلثوم لن يسمع اغنيات اياً كان، ومن هنا اؤكد على ان تكون زاوية السمع 180 درجة ولذلك لم اكن لاتعامل مع المطرب محمد منير، يومها كان لوناً جديداً وانا بالتالي قدمته بلون جديد، اذكر ان الشركة المنتجة لم تكن راضية وفاجأ الكل بنجاحه،وللاسف من يسمع محمد منير لا يسمع عمرو دياب والعكس واللوم على الفردية المطلقة التي تربى عليها البعض، وعندما تعاونا سوياً استخدمت الدفوف النوبية مع الالات العالمية، اما في اغنية ” امي الحبيبة امي الحنون” فقد تسبب لحالة عشق بالدول العربية لمحمد منير.

*كيف تعاونت مع عدوية ” زحمة يا دنيا زحمة”؟

-احب اغنيات عدوية اذكر ان المنتج حينها اعترض على فكرة الزحام التي نتطرق فيها للاغنية، لكني تمسكت بالاغنية وكان عدوية متخوفاً من التعاون معي ونجحت الاغنية واستخدمها اللمخرج محمد خان  لفيلمه ” خرج ولم يعد ” في هجاء المدينة والانفجار السكاني.

*ماذا عن فيروز؟

– عيب ان يقولوا عن صوتها مستعاراً لان التعبير غلط من الاساس، يوجد صوت الرأس او صوت الفلوت، اجمل ما في صوت فيروز الفالسيتو اي انها تغني من رأسها واعتبر انها اعظم من غنى بالشرق الاوسط

*نجاة الصغيرة؟

-من شعر رأسها لاظافرها مليئة بالاحساس والحنان والدفء اسمعي اغنية ” انا بعشق البحر” التي لحنتها لها، وتحديدا كوبلية ” حبيبة وغريبة” “مافيش حد على الكرة الارضية غناها بهذا الاحساس العميق” وعندما غناها محمد منير حذرته من خطورة الامر لانه لن يستطيع ان يغني بميزان نجاة، وكامل الشناوي رحمه الله وصف صوتها بالضؤ المسمموع وانا اؤيده مئة بالمئة، عندما تعاونت معها لمست كيف تركض وراء الابداع وتتابع الاغنية واللحن حتى تستلهم وتغني بعمق وحنان.

*وديع الصافي؟

– سيظل الى الابد على القمة، وعندما غنى لام كلثوم الناس تقطعت يديها من التصفيق، وهو الوحيد الذي شاهدت الجمهور ينصهر معه وهو يغني لكوكب الشرق، انا اعرف الجمهور المصري متى ولمن يصفق وبالتالي يقف احتراماً، وديع الصافي معلم الغناء في العالم العربي، وكملحن هو جبار، وانا كمتخصص بلغة الموسيقى اعرف الملحن الخطير ومن العادي.

*ماذا عن فرقتك المصريين؟

-اسستها وجعلتها تحمل اسم مصر حباً ببلدي، وقدمنا من خلالها مجموعة من الاعمال الهادفةولها الفضل في النقلة الكبيرة للموسيقى المصريةوادخلت فلسفة في اعمال الفرقة وقدمت ايضا كل عيوب المجتمع والفرقة جالت بالعالم كله، وعلى فكرة الاعمال التي قدمناها بالاسبانية والايطالية والفرنسية والانكليزية نصحني حينها اديب نوبل نجيب محفوظ ان اقدمها برؤية عربية  وهكذا كان وانجبت المصريين اجيالا متعاقبة من المطربين والمطربات.

 

شاهد أيضاً

الاديبة ريتا بدر الدين:” المشهد الخاطف بين نجيب ساويرس والفرد هتشكوك”

بقلم الاديبة/ ريتا بدر الدين ما يتميز به شهر رمضان المبارك هو بكثرة الخيرات وبالقدرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *