حوار/ابتسام غنيم
مهما مرت السنوات على غيابه يظل في وجدان جمهوره العربي الذي احبه وعشقه، فهو مازال حياً بأعماله الفنية الخالدة و الراسخة في اذهاننا من اغاني وافلام سينمائية و مسلسل اذاعي.. كما تظل قصصه العاطفية ورحلته مع المرض وغيرها دافعا لحشرية الناس حتى يومنا هذا،انه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي ملأ الدنيا باغانيه التي لا تضاهيها اغاني مهما سمعنا من جديد..اما عن بعض حكاياته التي لانعرف عنها شيئا فهي في جعبة طبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى الذي لازمه نحو سبع سنوات و كان من اقرب المقربين اليه، كما اصدر عنه كتاباً حمل عنوان”حليم وانا” معه في القاهرة كان هذا الحوار الذي اجريته قبل سنوات واليوم اعيد نشره في خانة الارشيف
*حدثنا عن الليلة الأخيرة لرحيل العندليب عبد الحليم حافظ؟
-الحقيقة انه قبل 20 يوماً فقط كانت قد حصلت بيننا قطيعة، وفي آخر مرحلة علاج له اشرفت عليها كانت عندما كنا في المغرب، تلبية لدعوة جلالة الملك، حينها كنت نائماً، و فجاة ايقظوني واستعجلوني بضرورة الذهاب لغرفة حليم ، الذي كان ينزف بشدة، بل كان غارقاً بدمائه، فأجريت له الأسعافات اللازمة، حقنته بالدم بسرعة، واتصلت بالدكتور الخاص بالملك مباشرة ،وسهرنا لمراقبته عدة ليالٍ حتى استعاد عافيته، وذهبنا بعدها بطائرة الملك الخاصة الى باريس، وهناك قابلت الدكتور في المستشفى الذي كان يتعالج فيها عبد حليم، واضطلعته على التحاليل،فعلق قائلاً بعد الاضطلاع عليها بالقول”ازاي الراجل ده عايش”؟ وبالمناسبة اول انسان تناول حقن الدوالي كان عبد الحليم..(ويضيف) اما خلافي معه فكان بسبب خوفي على صحته، حتى في السفر كنت اراقب حالته الصحية خوفاً علية من المضاعفات، بينما هو كان يريد تضييع وقته بالتموية وخوض قصص الحب، و في فترة احب فتاة اردنية و اغرمت به لدرجة الهيام، وكانت تبكي اذا تغيّب عنها ، كانت سيدة مثقفة و تناقشني بالكثير من الأمور الثقافية بالأنكليزية، وفي يوم قالت لعبد الحليم اني غازلتها،وهنا زعل و أتخذ مني موقفاً بسببها فأبتعدت عنه ، ثم عاد وكلمني، كان جميلاً في صداقته، ولئيماً في زعله ،بعدها سافر الى لندن و هناك صار الاطباء يستخدمون لعلاجه اساليباً كنت ارفض ان يتناولها، لكن قدر الله وما شاء فعل .
*كيف خطر على بالك انجاز كتاباً عن العندليب وهو “حليم و انا”؟
-بعد ما اصبحت مستشاراً طبياً خطر ببالي انجاز الكتاب، لأني اعتبرت من انه سيكون مهماً، كوني خير شاهد على مرحلة مهمة من حياة حليم.
*من من الفنانين ايضا كنت الطبيب الخاص لهم؟
– بصراحة اعرف الجميع ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان خالياً من الامراض الا مرض واحد وهو “الوسوسة”، يعني مثلاً “لو جاله هرش يبعت عشان اكشف عليه”، اما فريد الاطرش فقد كنت التقي به دائماً، لكن للأمانة الاستاذ عبد الوهاب كان يملك خفة ظل مميزة دون الجميع
*اكثر اغنية تحبها لعبد الحليم؟
-اغنية كنت السبب في انجازها عندما طلبت من حليم ان يقاوم المرض، وكنا حينها بالمغرب ومعنا الملحن بليغ حمدي رحمه الله، وهي “اي دمعة حزن لا”.
*لنعود الى كتاب” حليم وانا”؟
-انا اظهرت به خيطاً رفيعاً بين ما يقال و ما لا يقال.
*نعلم ان الزعيم جمال عبد الناصر كان يحب عبد الحليم، لكن ماذا عن الرئيس انور السادات؟
– كان يحب السادات والثاني كان يقدره جداً و اغنية (عاش اللي قال) غناها حليم للسادات.
*كم سنة عالجت عبد الحليم؟
-طيلة سبع سنوات كان يقضي ستة اشهر في السنة بين الفحوصات وعلاج، والستة الاشهرالباقية تكون اما عملا لأغنية او حفلة،وكنت اتواجد معه دائماً في لبنان الذي كان المحطة التي ننطلق منها الى باقي الدول العربية و الأجنبية، وكنا نقيم في هناك شقة بمنطقة الرملة البيضاء، كانت اهدتها له المذيعة الكبيرة ليلى رستم ، حليم كان يعشق بيروت، و يتحرك من بوابة واحدة الى العالم اسمها بيروت، ويوجد فصلاً من كتابي اسميته بيروت،ذكرت بالكتاب القصص الحقيقة و الغير حقيقية، و منها العاطفية.
* لمن كان الحب الحقيقي في حياته؟
– كان لسعاد حسني التي خطبها، ولم يتزوجها، والقصة بدأت عندما كنا في رحلة الى المغرب، لمنطقة اغادير، والرحلة منظمة من اذاعة صوت العرب، وهناك نشأت قصة الحب بينهما، و قد بارك هذا الحب الذي كان سيتكلل بالزواج الفنان يوسف وهبي الذي رافقهما في الرحلة، وهناك اختارا اثاث مميز من سرير نحاس وكلفوا الاعلامي وجدي الحكيم بشحنه الى مصر، لكن ما ان عادا الى مصر حتى غيرت رأيها سعاد وقررت ان تنهي قصة الحب،ويومها قالت انها لا تريد ان تكون عضوة في جناح الزقازيق الذي هو بيت عبد الحليم الذ يعيش فيه كل اهله واصحابه.. وفي هذا الوقت كان عبد الحليم في القمة بينما سعاد فقد كان لها ثلاثة افلام فقط حينذاك،لذا فضلت مستقبلها الفني على الزواج،لاعتقادها ان الزواج سيحرمها من النجومية وعبد الحليم سيجعلها اسيرة في بيته(ويتابع)،هي قررت ان تبتعد، وهو لم يُصدم لأنه كان يستطيع تجاوز الصدمات بسرعة، كان صاحب شخصية رومانسية،وقرر بنفسه عدم الزواج رغم توقه لتأسيس اسرة،عبد الحليم كان يحب الحب، و كل انسانة احبها ارتبطت بأغنية معينة.
* ديدي التي احبها وماتت هل هي قصة حقيقية؟
-القصة التي ترددت لم تكن صحيحة ابداً، ديدي ماتت و هي على ذمة زوجها.
* من كان الأكثر ترددا على بيته من الأصدقاء؟
-الاعلامي وجدي الحكيم، الملحن كمال الطويل، الملحن محمد الموجي،والاستاذ مجدي العمروسي
* الحب في حياة حليم غير سعاد حسني وديدي؟
-هناك قصصاً كثيرة منها لفتاة ارتبط بها بخطوبة قصيرة، وهي من مصر ثم ما لبث ان انفصل عنها
*وهناك كثيرات احببنه من طرف واحد؟
-طبعا مثل الفتاة التي انتحرت لأجله، عبد الحليم كلما تعرف على فتاة كانت تعتقد انها حبه الوحيد، كان يتمتع بشخصية ساحرة، وهذا ليس مقتصراً على البنات، بل على الذين عرفهم..(ويتابع) اذكر في حرب الاستنزاف كانت تأتينا تبرعات الدم من طلاب الجامعات، وحصل ان حضرت اليّ فتاة والحت عليّ برؤية عبد الحليم، فوعدتها خيراً، و كان هو معتاداً ان يستيقظ متأخراً، اذ لم يستيقظ باكرا الا للقاء ملك او اناساً معينين..المهم اخدتها لمنزل العندليب وايقظته من النوم، وما ان رأته حتى انبهرت، تصورت معه و كانت مسحورة بلطفه الذي فاق توقعاتها.
*وماذا عن البنت اللبنانية؟
– كانت تمثل القاعدة الرئيسية في حياته، فهي كانت ترعى شوؤنه في البيت فقد كانت سيدة صالون راقية و تغار عليه و تحبه كثيراً.. حليم لم يكن يلعب دور الدون جوان الذي يضحك على عقول البنات، كانت تصرفاته تلقائية ولطيفة،وكان يعلم جيداً ان صحته في خطر دائم،ومرض عبد الحليم اثر على انتاجه و لم يتاجر بمرضه كما كان يشاع ويُتهم .
*قال مفيد فوزي انه كان متعدد العلاقات و بسبب هذه العلاقات كان يتعرض للنزيف؟
– النزيف كان يحصل فجاة، بسبب اصابته بمرض البلهارسيا،وبعدها تليف بالكبد، واذكر انه عند سماعه خبر موت عبد الناصرنزف بشدة، مما استدعى نقله الى مستشفى بالأسكندرية، وهناك احد الاطباء قام بتزويده بدم كان فيه فيروس مما زاد الطين بلة و اصيب بتليف في الكبد للاسف.