الجمعة , مارس 29 2024

البطل الذي غنى له العندليب ” فدائي” .. حكاية عبد الجواد الذي قهر اسرائيل

حوار/ ابتسام غنيم(من الارشيف)

فدائي فدائي افدي العروبه بدمائي اموت اعيش ما يهمنيش وكفايه اشوف علم العروبه باقي كلمات صاغها الشاعر الراحل محمد حمزه ولحنها بليغ حمدي وغناها عبد الحليم حافظ عقب حرب الاستنزاف لكن قلة هم من يعلمون ان تلك الاغنيه كتبت خصيصا للشهيد الحي البطل في الجيش المصري عبد الجواد سويلم الذي قام بعمليات عده ضد العدو الصهيوني وحتى بعد ان بترت قدماه ويده افقد النظر في عينه اليسرى فاصر على ان يعود الى الميدان لتكون له مشاركه فعالة في حرب 6 اكتوبر والنصر العظيم معه كان هذا اللقاء الحصري للجرس كونه يطل لاول مره عبر منبر اعلامي لبناني واليوم اعيد نشره عبر الموقع لانه من الحوارات التي اعتز بها، في بداية حوارنا بدأ الحديث عن حبه لبنان فقال:

– انا بعشق لبنان وشعبه لانه حر و يحب الحياه ويقاوم الموت والظلم وكمان عشان الشحروره صباح اللبنانيه والست فيروز التي اذوب ولها بصوتها لدرجه انني اسميت حفيدتي الاخيره فيروز تيمنا بالست التي غنت في القدس رائعتها زهره المدائن، انتم شعب كبير بقيمته وبحبه للفن والبطولات على السواء لانكم ساعه الجد تعرفون كيف تواجهون العدو ولا يمكن ان ننسى ان بيروت هي ثاني عاصمه بعد القدس اجتاحها الصهاينه في الثمانينيات و قاومتموها في حرب 2006 حين هاجمتهم ثانيه تصدت لها المقاومه، وبقدر ما كنت في قمه الفرح لهذا التصدي كنت في قمه الحزن بسبب تدمر البنى التحتيه وموت الكثير من اللبنانيين لكن قدر الله  وما شاء فعل وعلى فكره كل ما يحصل هو بايعاز الامريكي اسرائيل دي ولا حاجه اوجه تحيه للجيش اللبناني الرائع، الذي تصدى للارهاب في نهر البارد واتمنى لو يندمج الجيش والمقاومه بمعنى ان يتم تشكيل لواء خاص في الجيش اللبناني تحت مسمى لواء المقاومه ويكون لديه امكانيات لوجستيه عاليه ويكون هذا منتشره في كل الاراض، وتحت قياده الجيش اللبناني.

*ما تعليقك على الثورات الخاصه في المنطقه؟

-هذه ليست ثورات بل جولات امريكيه تريد تدمير العرب لم يكتشفها انها بلعت فلسطين ودمرت العراق وقصرت السودان الى نصفين لخبطت تونس، حتى مصر الثوره اعتقد انها من صنع امريكا كمصريين نرفض ان نلقى توجيها من احد اليوم عمري 36 سنه لا اكره احدا على وجه الارض كما اكره امريكا حتى اسرائيل التي ضربتني بصاروخ بترت بسببه اطرافي لا اكرهها بقدر كرهي لامريكا التي تقوي اسرائيل ضدنا، وتزرع الاخوان المسلمين في مصر في السابق اسامه بن لادن، ثم تخلصت منه اليوم تزرع الاخوان المسلمين ليقودوا البلد وبعدها ستقضي عليهم لا محال للاسف” الناس مش واعيه”.

*هل الابطال مكرمون في اوطانهم؟

-مصر بلد عظيم و قال الله في كتابه الكريم اذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من اهلها جندا كثيفا  لم يقل فلسطين ولا لبنان ولا العراق، بل خص مصر كل اصدقائي من اصحاب البطولات منهم اربعه دمروا مائة دبابه اسرائيلية، ليس مهما ان تحمل سلاح بل كيف ومن يستخدمه وكلهم تم تكريمهم وبعد ذلك حجبت عنهم الاضواء.

*انت كنت  في  الصاعقه ماذا تعني الصاعقه؟

-معناها رجال المهام الصعبه يعني الحاجه الصعبه يتولى امرها رجال الصاعقه وكانت امكانيات النفسيه والمعنويه منذ ان التحقت بالجيش تؤهلني لدخول الصاعقة، كما كانت امنيتي الوحيده وما زالت انا اموت شهيدا عندما اصبت وانا في الثالثه والعشرين، قلت ان الرب كتب لي الشهاده في سبيل الوطن لكني نجوت واليوم اتمنى ان استشهد في القدس.

*كيف بدات رحله النضال؟

-انتسبت للجيش عام 1966 في قسم الحرس الرئاسي ولم اكن مرتاحا عندما وقعت النكسه عام 1967 تعبت نفسيتي لانه اشياء كثيره كانت تحصل في عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وفي غفله عنه ونحن كشعب كنا نعشقه بل كل العرب كانوا يحبونه و امريكا نفسها كانت  تهابه عندما سمعت خطابه وهو يعلن عن تنحيه اجهشت بالبكاء صدقيني هو زعيم حقيقي منذ لحظه ولادته من بطن امه، وحتى اليوم لم يعوض يكفيه فخرا انه مفجر ثوره 27 يوليو وانه شارك بخلع العهد الملكي وواجه الانجليز وحرر قناه السويس التي كانت مستعمره وبنى السد العالى وبث الروح القوميه العربيه بين صفوف الجيش المصري، هذا هو عبد الناصر السادات لا يقل عنه زعامه وقوه ويكفينا البطوله والنصر الذي شهدها عهده في نصر 6 أكتوبر كونه اصدر قرار الحرب وكنا في شهر رمضان..

 

*حدثني عن العمليه التي قمت بها وكيف اصبت؟

-كنت في الحرس الجمهوري و لم اكن راضيا فندق قلت بعد هزيمه 1967 الى كتيبه الصاعقة، وفي يوم كنت عائدا من العريش من بلده اسماعيليه وشهدت الخسائر الفادحه التي تعرضنا لها تعامل معنا الصهاينه بمنطق الشياطين كانوا يضربون وينكلون بالاسرى المصريين مع العلم اننا في حرب اكتوبر لمن يسيء اي اسير اسرائيلي بل كنا نطعمهم ونهتم بهم والله شهيد على ما اقول المهم يا ستي بدات حرب الاستنزاف بعد  النكسه وقتل الصهاينه سيناء والمحاور، وجيشنا كان مصابا معنويا وجسديا..كتيبه الصاعقه هي الوحيده التي نفذت من الخسائر كما ان رجال الصاعقه مثل العفاريت مستحيل حد يمسكنا نفضل نقاوم لاخر لحظه من عمرنا بدانا حرب الاستنزاف بامر من الزعيم جمال عبد الناصر الذي طلب من الرجال الصاعقة ان يشاركوا وان ندخل سينا ونخطف صهاينه كاسرى و نحضر الخرائط والاسلحة، و بدأنا نقوم بالمهام حتى العام 1970 وبفضل الله تعالى والقاده الذين دربوني استطعت ان ادمر خلال ثلاث سنوات 16 دبابه اسرائيليه و 11 مدرعه وثلاثه بلدوزر في اخر عمليه لي كنت في عمق سيناء قمت باحدى العمليات في قناه السويس اتممتها واكتب عودتي الى طيار اسرائيلي وهذا جبن منه كان عليه ان يحاربني على الارض عندما اصدرت  اوامري بتدمير المخازن الرئيسيه العامة، وكنا يومها حوالي 17 فردا ثبتت العبوات الناسفه في 11 مخزنه امنت الشباب الذين كانوا قرابة خط بارليف بكل الاحتياجات من معدات وطعام كي لا يشعروا باي عجز وقتلنا 16 جنديا اسرائيليا وهذا حصل على غفله وخارج الخطه التي كنا نعدها ولان لكل فعل رده فعل..

ارسلت اسرائيل اربع طائرات للبحث عنا ونحن في الصاعقه لدينا اساليبنا الخاصه بالتحايل على العدو يعني كما يقول المثل اللي تغلبو لاعبو اذ نقوم بعمليات متنوعه بلا وقت محدد، وكثيرا ما  نتلون كالحرباء وفق ظروف تطرأ علينا المهم تاخرت عن زملائي بمسافه 2 كيلو متر كنت اقوم بمهمه صعبه لا يمكن ان افصح عنها في اي وسيله اعلاميه  فجأه اتت الطائرات الاربعه  بدات تضرب بنا، واصطادني طيار ترك المجموعه ولحق بي كنت حينها في سن ال 23 مشمر عن سواعدي وطول بعرض بجري ومعايا سلاح و بلطه وخنجر وبقول يا ارضي اتهدي ما عليكي صحة وجسارة وصار يقصف عليي. وانا افر منه ولا انكر ان شكل الطائره كان مرعبا للغايه لما فيها من صواريخ لذا كان يجب ان اتعامل مع الموقف بقلب ميت، وانا اصلا كنت اعتبر نفسي ميتا رغم ان مصر بحاجه لي ولامثالي لان سيناء كانت محتله بذلت مجهودا كبيرا للهروب منه، وكان معي سلاح كلاشنكوف فقط لكي ارفع معنوياتي وبالتالي لا افهمه اني لا اخاف بقينا على هذا الحال بخمس دقائق كنت اعزل كنت اشيره بيدي انزل انزل واذا به يرصدني بصاروخ شعرت بعده انني اطير واقع ارضا اردت ان امسك المسدس، فرايت يدي مقطوعه لم افقد وعي تمعنت بالنظر أمامي رأيت قدمين مقطوعين ولم أشعر حينها أنهما قدماي سألت نفسي ترى من من زملائي قطعت قدماه؟ حاولت الوقوف فلم استطع شعرت بدوار نطرت إلى الاسفل وعرفت انهنا قدماي.

*يا بطل؟

-لما ازعل ولم اشعر باي اسى لاني نفسي اموت شهيد فرحت وقلت حاله اللحظه التي انتظرها منذ كنت طفلا كنت اضرب الانجليز بالحجاره في بلدتي في الاسماعيليه واتمنى ان يرد علي لاموت شهيداً، لذا عندما اصبت قلت في نفسي اتت الشهاده و كانت احلى لحظه في عمري اجمل منظر رايته عيناي بعد الكعبه هي الدماء التي كانت تنزف مني وتروي ارض الحبيبه مصر في سبيل الدفاع عن الارض والعرض والدين والاخذ بالثار من قتلوهم في هزيمه 67 انتظرت دقيقتين فلم امت وكنت في قمه قواي العقلية، وهنا خفت ان ياسروني وينكلوا بي خصوصا ان اي من زملائي لم يمت فقلت اما انهم انسحبوا او استشهدوا عندها زاد خوفي من الاسر، قلت اموت و لا اقع اسيرا يعذبوني كي ياخذوا مني المعلومات عن الجيش المصري والصاعقه والامن القومي وغيرها وكان القرار بقتل نفسي سحبت مسدسي ونطقت بالشهادتين، وقلت يا رب سامحني انا لا انتحر بل اخلص نفسي من الاسر وضعت المسدس ناحيه القلب ودست على الزناد فلم يحصل اي شيء، الا ان وجدني اصدقائي مرميا في الصحراء وكان معهم قائد العمليه الذي يشغل اليوم منصب لواء واسمه عزت ابراهيم على الفور ربطوا قدمي ويدي وحملوني، فطلبت منهم ان يحضروها لادفنها مشوا تجاه القناه ووصلنا السويس فادخلوني المستشفى وبعد الكشف قال الطبيب ان وضعي حرج اقترح نقلي الى بورسعيد، وكان الوضع متازما فتم حملي من جديد و العبور بي كمجازفه من الساعه الثامنه صباحا حتى الثامنه مساء سيرا على الاقدام و طوال الطريق كنت احدث احد الزملاء كي لا افقد الوعي…

*لقاء عبد الناصر ماذا كنت تقول لهم؟

-كنت اقول لهم تركوني وعود ادراجكم لكنهم لم يقبلوا وحتى اليوم علاقتي بهم مستمره واقبل ايديهم كلما التقيتهم لانهم ابطال جازفوا بانفسهم من اجل ابقائي على قيد الحياه في بورسعيد، وضعوني في مستشفى عسكري وهناك بدات اشعر اني افقد الوعي ولم اشعر بنفسي في اليوم التالي الا والدكتور يناديني باسمي، علمت بعدها اني فقدت النظر بعين الشمال بعدها نقلوني الى دمياط  ثم الى القاهره، وهناك دخلت في غيبوبه لخمسه ايام عندما استفقت قالوا لي ان شخصا مهما سيزورني لاتفاجئ بالرئيس عبد الناصر، يقف امام سريري وكنت نائم على بطني لاني كنت مصابا ببعض الشظايا في ظهري، صدقيني عندما رايت  الرئيس بهرت دا برضوا عبد الناصر يا جماعه وما ادراكم ما عبد الناصر ناقشني في العملية، وكنت ارد عليه بترتيب لحوالي ثلث ساعه وقبل ان ينصرف سالني ماذا تطلب وماذا تريد ان نؤمن لك؟ فرددت على الفور اني اريد العوده الى ميدان القتال ذعر الريس وكان معه وزير الحربيه محمد فوزي فقال له:” مادام يوجد في مصر مثل عبد الجواد فسننتصر باذن الله”، وقبلني على جبيني وقال لي:” انا مش خايف على مصر”، وانصرف بعد خروجي من المستشفى تم تركيب اطراف صناعيه لي.. دفنوا قدماي ويدي في بورسعيد وقررت مواجهه الواقع بشجاعه اكبر شاهدت بعض العساكر يلعبون فوتبول اقتربت منهم وسددت ضربه من باب التجربة، فاتت بوجه عسكري فسال الدم من انفه عندها قلت في نفسي انني ما زلت قادرا على الحرب، ثم صعدت السلم احد المباني ونزلت لوحدي دون مساعده احد زاد حماسي اكثر من اخذ بثاري وثأر مصر من الصهاينه وكانت المفاجاه عندما شاهدني زملائي اتي اليهم ماشي بالاطراف الصناعية، فبكوا وحضنوني واخبرتهم انني سأشارك في الحرب معهم وحصل وقف اطلاق نار لمده ثلاثه اشهر، ومات حينها الزعيم جمال عبد الناصر الذي كان كرمني قبل وفاته مرتين تولى السادات الحكم وايضا اكرمني وبدانا ليلا نهارا العمل داخل سيناء و كنا نخطط ونجتمع ونتناقش و جاء بعدها القرار بالحرب التي شاركت فيها من خلال تخطيط العمليات وتغيير المواقع كنت مدير العمليات واشجع الشباب وارفع معنوياتهم، حتى حققنا النصر العظيم ونزلت الى سيناء و مرمغت وجهي بترابها التي شربت دماء شهدائنا الابطال.

 

*شقيقك كان متطوعا ايضا وهو من اخبر والدتك باصابتك؟

-حين شاهدني في المستشفى اغمي عليه، بعدها باسبوع اتى والدي واتفقنا ان لا نخبر امي بل ان نمهد لها فقلنا لها انني مصاب بيدي، بعدها قالوا ان يدي قطعت ثم قدمي، وبعدها القدم الثانيه ثم احضروها الى المستشفى، وكنت خائفاً عليها، هل تعلمين ماذا فعلت امي حين شاهدتني مقطعا؟ زغردت زغروده رنت في انحاء كل المستشفى لانها ايقنت انها ربت بطلا للوطن وليس بلطجيا ومن يومها لم تنادي الا بالبطل.

*فدائي فدائي كله يعرفون انها كتبت خصيصا لك؟

-“اه”، فدائي كتبها الشاعر محمد حمزه لحنها بليغ حمدي وغناها عبد الحليم لانهم عارف بقصتي، وانني احلم بان يظل علم العروبه باق ومستعد افدي العروبه بدمائي” واموت او اعيش ما يهمنيش”.

*كنت مع اتفاقيه كامب ديفيد؟

-كان من الضروري ان يقوم بها الرئيس السادات لاننا لسنا في حرب مع اسرائيل بل مع الغرب كله بلا استثناء وخطابه في الكنيست كان رائعا، علينا ان لا ننسى ان اول شهيد في حرب اكتوبر كان شقيق انور السادات الاصغر الطيار عاطف السادات، الذي زرت قبره مرارا في بلدته ميت ابو الكوم

*كيف عشت حياتك بعد ذلك؟

-تعرفت الى سيده فاضله تزوجنا وانجبت منها ثمانيه اولاد اربع بنات واربع صبيان ولدي 13 حفيد وسعيد بهم جدا.

*واليوم كيف تعيش؟

اقبض راتبا من القوات المسلحه ومتقاعد مع الشؤون المحليه اعطي تدريبات معنويه في الجامعات والمدارس والوحدات، واحمد الله اني حجيت بيت الله الحرام ونشرت سيرتي في كتابي 12 بطوله لمنى نور الدين ومن سجلات الشرف ل خليل ابراهيم خليل ومؤخرا نشرت قصه في كتاب البطل الاسطوره بعدها اطليت في برنامج تلفزيوني، وسالني المذيع عن امنيتي فقلت له عن احج ثانيه وكان ان اتصل فاعل خير وعرض علي 100 الف جنيها فقلت له اسف لا استطيع ان اخذ منك المال تكلم مع قياده الجيش تكلم معهم و ارسل لي المبلغ حجيت وزوجتي، وطفت بلا مساعده وصعدت جبل عرفات ودعوت الرب يكرمني بالشهادة.

*ما الذي يبكيك؟

-ابكي حين اسمع اغنيه فدائي لا استطيع ان احبس دموعى لان حمزه كتبها بمشاعري وعندما التقيت به قال لي انه سمع بان جنديا تقطع في الصحراء والحادثه الهمته كلمات الاغنيه الله يرحمه، كان رائعا في وصف المشاعر الانسانيه ايضا احب اغنيه محمد حمام عن السويس.

*لم يدخل اي من اولادك الجيش؟

-للاسف لا مع اني كنت اتمنى ذلك.

 

شاهد أيضاً

” غ زة رح تنتصر” صور حية وكومة غضب تتعرض ” للبلوك”

كتبت/ ابتسام غنيم منذ إحتلال فلسطين 1948 الغابر خطط الصه/اينة لكل شئ و بدأو بالتخطيط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *